تُعدّ شبكة الحماية الاجتماعية في العراق إحدى أهم البرامج الحكومية الهادفة إلى دعم الفئات الهشّة وذوي الدخل المحدود، من خلال تقديم إعانات مالية وخدمات اجتماعية وصحية وتعليمية. ومع توسّع مهام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ظهرت حالات تحويل المستفيدين من مسار إلى آخر داخل الشبكة، الأمر الذي يتطلّب توضيحًا لطبيعة هذه التحويلات وأهدافها ومشاكلها.
مفهوم تحويل المستفيدين داخل شبكة الحماية الاجتماعية
يقصد بتحويل المستفيدين نقلهم من فئة أو برنامج إلى برنامج آخر داخل منظومة الحماية الاجتماعية، ويحدث ذلك بناءً على:
- تحديث البيانات أو ظهور تغيّر في الحالة الاجتماعية.
- انتقال المستفيد من نظام الإعانة النقدية إلى برامج التمكين أو التدريب.
- إضافة أو فصل أفراد من الأسرة حسب المعايير القانونية.
- اكتشاف ازدواجية رواتب أو حالات غير مستحقة.
- أمّا الإخوة المستفيدون فهم أفراد من أسرة واحدة يحصلون على الدعم ضمن عناوين مختلفة، أو يتم تحويلهم حسب أوضاعهم الخاصة.
أسباب تحويل الإخوة المستفيدين
تشمل أبرز الأسباب التي تدفع الجهات المختصة إلى تحويل الإخوة المستفيدين ما يأتي:
1. تحديث الحالة الاجتماعية
مثل الزواج، الترمل، أو الانتقال إلى سكن مستقل، مما يؤثر في استحقاق الإعانة.
2. تغيير الدخل الشهري
أي زيادة دخل أحد الإخوة بما قد يلغي أو يغيّر نوع المساعدة المقدمة.
3. إعادة تنظيم بيانات الأسرة
خصوصًا في حالات تداخل الأفراد أو تسجيلهم المتكرر في أكثر من وحدة اجتماعية.
4. التحويل لبرامج التمكين الاقتصادي
عندما يكون المستفيد قادرًا على العمل أو مهتمًا بالتدريب المهني.
5. إجراءات تدقيقية أو رقابية
لكشف الأخطاء أو حالات الاستفادة المزدوجة.
آلية التحويل المعتمدة
تمر عملية تحويل المستفيدين بعدة مراحل:
1. تدقيق الملفات الورقية والإلكترونية
عبر فرق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
2. مراجعة المستفيد أو الأسرة
لتقديم المستمسكات الداعمة للوضع الجديد.
3. رفع توصية من الباحث الاجتماعي
توضح أسباب التحويل وأثره.
4. إصدار القرار الإداري
سواء بتحويل المستفيد، إيقاف الإعانة، أو تحويله لبرنامج آخر.
5. إشعار المستفيد
عبر الرسائل النصية أو الاستعلام الإلكتروني.
التحديات التي يواجهها الإخوة المستفيدون
يواجه العديد من المستفيدين مجموعة من المشكلات عند عملية التحويل، أبرزها:
تأخر الإجراءات بسبب الضغط الكبير على المراكز.
عدم فهم المستفيد لطبيعة التحويل أو أسبابه.
نقص المستندات أو صعوبة توفيرها.
ضعف الوعي بالتعليمات الجديدة أو اللوائح المحدثة.
التخوّف من فقدان الإعانة بالكامل بعد التحويل.
الآثار الاجتماعية للتحويل
عملية تحويل الإخوة المستفيدين قد يكون لها آثار إيجابية وأخرى سلبية:
آثار إيجابية
- تحسين دقة قاعدة البيانات الوطنية.
- ضمان وصول الدعم للفئات الأكثر حاجة.
- تقليل حالات التداخل أو الازدواجية.
- إدخال مستفيدين جدد عبر برامج التمكين والعمل.
آثار سلبية محتملة
- تأثيرات مالية مؤقتة على الأسر لحين إكمال التحويل.
- شعور بعض المستفيدين بالضبابية أو فقدان الثقة بالنظام.
- الحاجة لمراجعات متعددة تؤدي إلى إرهاق الأسر.
توصيات لتحسين عملية التحويل
لضمان حماية حقوق الإخوة المستفيدين وتسهيل الإجراءات، يمكن اعتماد ما يأتي:
1. تعزيز التوعية الإعلامية حول أسباب التحويل وخطواته.
2. تطوير النظام الإلكتروني لضمان سرعة إنجاز المعاملات.
3. تدريب الباحثين الاجتماعيين لحل الإشكالات الميدانية.
4. فتح خطوط اتصال مباشرة للاستفسار والدعم.
5. إعطاء مهلة زمنية مناسبة قبل إيقاف الإعانة لضمان عدم تضرر الأسر.
إن عملية تحويل الإخوة المستفيدين من شبكة الحماية الاجتماعية في العراق تعد خطوة تنظيمية مهمة نحو تحسين استهداف الفئات الضعيفة وضمان وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين. وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه بعض الأسر، فإن تطوير الإجراءات وزيادة الشفافية كفيلان ببناء منظومة حماية أكثر عدالة وفاعلية.
